حدثٌ عظيم ملأ الأسماع وطارت به الأخبار، وأدخل البهجة والسرور على قلب كل مسلم مخلص غيور على دينه ومحب لرسوله سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، حدثٌ من المدينة المنورة، من طيبة الطيبة، ومن جوار سيّد الأولين والآخرين أسوتنا وقدوتنا سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، من هنا جاءت خير دعوة وفي أرقى أسلوب وأبهى صورة لنصرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء خير دفاع عن جنابه الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، بعد حملة الفيلم والرسوم المسيئة.
من هذه البقعة المباركة ومن هذا الجوار الطاهر تشرّف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتدشين ووضع حجر الأساس لأكبر توسعة وإعمار في تاريخ المسجد النبوي الشريف بمساحة تجاوزت المليون متر مربع وبثلاثة أضعاف استيعابه الحالي من الحجاج والمعتمرين والزائرين، وذلك فضلٌ من الله عز وجل.
هذا هو الفعل المنتظر والأسلوب المنسجم مع التوجيه الإلهي العظيم لرب الأرباب وخالق الأرض والسماء، ويتواءم مع روح الدعوة المحمديّة الخالدة إلى يوم القيامة: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وهو فعل كريم وأثر عظيم سيبقى نفعه للإسلام وللمسلمين ولجناب النبوة الشريفة ما بقيت السموات والأرض بإذن الله تعالى، جاء هذا المشروع التاريخي الهندسي الرائع بعيدًا عن الانفعال الوقتي وفرط الحماس الذي قد يضر سمعة الإسلام ويشوه صورة المسلمين أكثر مما ينفع.
أما النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم أجمعين فداه أبي وأمي، فقد تكفّل رب العزة والجلال بحمايته وحماية جنابه المنيف، فيكفينا فيه الوعد الإلهي الحق: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}، وكفاه صلى الله عليه وسلم عصمة ربه له: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، والله غالب على أمره ولو كره المشركون.
الكاتب: د. عبدالله مصطفى مهرجي.
المصدر: جريدة المدينة.